تدريب المحاضرة الرابعة | العناصر التي اثرت على الفن العربي الحديث
الفن الحديث في العالم العربي انبثق نتيجة احتكاك بين حساسيات الفنانين العرب (نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين) مع الغرب من زاويتين؛ الأولى هي المد الاستعماري أي حضور الغرب في الشرق، وفي مقابل ذلك حضور الشرق في الغرب من خلال زيارات مثقفين عرب إلى أوروبا. وقد ظهر الفن الحديث في زمن متقارب في البلاد العربية تبعاً للتحول التربوي العربي الذي قاده الإصلاحيون، من ساسة ومفكرين، واستمرَّ هذا الفن متطوراً نحو الحداثة التي ابتدعتها أوربا، فكراً وأدباً وفناً وعمارة، وكان لابد لهذه الحداثة من الانتشار عالمياً بتواتر مختلف، وبدت واضحة في تيارات الفن العربي، و يمكن أن تُؤرخ بداية المرحلة الحداثيَّة في الفن التشكيلي العربي مع ظهور النزعات السريالية ، وما جاء بعدها من نزعات تجريدية، على أن الحداثيَّة الأوربية لم تنتقل إلينا بمحمولاتها الفلسفية والجمالية جميعها، إذ تأخر ظهور الأبحاث الجادة التي عرضت الفكر الحداثيَّ حتى ظهور دراسات في بعض المجلات المتخصصة، مثل مجلة «الفكر العربي المعاصر» ومجلة «فصول»، وبعض المؤلفات أو الكتب المترجمة. (١) في برنامج قامت به متحف قطر تضمن محاضرة ألقتها سيلفيا نيف