تدريب المحاضرة الثامنة | مشاكل تطور الفنون في العالم الثالث



 من الهام قبل الدخول في الموضوع النظر في الخلفية العامة للمشهد الثقافي العربي والتي شهدت تحولات كبيرة خلال الأعوام العشرة الماضية. من أبرز هذه التحولات توسع دور المنظمات العربية الثقافية غير الحكومية مثل المورد الثقافي والصندوق العربي للثقافة والفنون اللذان لعبا دوراً أساسياً في تنشيط الحياة الثقافية في المنطقة، سواء عن طريق تقديم فنانين وأعمال فنية جديدة، أو تشجيع التبادل والتعاون بين فنانين ومؤسسات ثقافية مستقلة خارج الإطار الرسمي، أو إغناء هذه الحياة بأبحاث ومعلومات ومهارات كانت قليلة أو غائبة. تعمل المنظمتان اللتان لا تحصلان على دعم يذكر من أي من الحكومات العربية بآليات عمل وحوكمة تشبه إلى حد كبير المنظمات الثقافية الدولية، وتتسع الأنشطة والبرامج التي تقومان بتنفيذها بشكل مطرد سنوياً.  ساهم عمل هاتين المنظمتين بشكل غير مباشر في نشوء عدد كبير من منظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال الثقافة في بلدان عربية مختلفة، كما نتج عنه تحسن في مستوى الحضور الثقافي العربي خارج المنطقة العربية، والذي كان يقتصر على الأعمال والفنانين المرتبطين بالمؤسسات الثقافية الرسمية، أو قلة من الفنانين المعروفين لدى منظمي المهرجانات في الغرب.

من الظواهر الهامة أيضاً خلال هذا العقد الاعتراف الواسع من قبل الفنانين والمثقفين، وحتى من قبل المؤسسات الثقافية العربية الرسمية، بما يسمى ب "القطاع الثقافي المستقل"، ويعني مجمل المنظمات والجمعيات والمؤسسات الربحية وغير الربحية التي تعمل في مجال الثقافة والفنون بشكل مستقل عن الأجهزة الحكومية. ورغم أن هناك بلداناً في المنطقة مثل لبنان وفلسطين، يعتبر فيها هذا القطاع هو اللاعب الرئيسي في مجال الثقافة، إلا أن بلداناً أخرى مثل مصر وسوريا والجزائر والآردن، لم تشهد طفرة في عدد وتأثير المنظمات والمؤسسات الثقافية المستقلة سوى في العقد الماضي.  من اللافت أيضاً نشوء عدد من المنظمات المستقلة الفعالة والمؤثرة في بلدان تفتقر إلى الحياة الثقافية النشطة، أو في ظروف استثنائية وصعبة مثل الحرب والتهجير، مثل سودان فيلم فاكتوري في السودان الذي يرعى المواهب السينمائية الشابة وينظم مهرجاناً سينمائياً دولياً في بلد يعاني من تحديات سياسية واجتماعية شديدة الصعوبة، ودار السينمائيين الموريتانيين في موريتانيا، وما تفرع عنه من مجموعات ومؤسسات ثقافية شبابية تشكل الجسم الرئيسي للحركة الثقافية في موريتانيا، و مثلهم مؤسسة أريتي في ليبيا وشركة هيومان فيلم في العراق، ومؤسسة اتجاهات التي تعمل من لبنان لدعم الفنانين والباحثين الثقافيين السوريين.  صارت هذه المنظمات، ومثيلاتها، بمثابة المحرك الرئيسي في مجال الثقافة في بلدانها، رغم الجدل المثار دائماً حول معنى الاستقلال ومعاييره.

تعتبر عملية التنمية قضية متشابكة الجوانب، تختلف معوقاتها فى عديد من أعبائها المتداخلة، ومعوقات التنمية أو معوقات وتحديات التقدم ومظاهر التخلف متعددة ومتباينة طبقا لظروف كل مجتمع وخصائصه وإمكاناته.

وإن كنا نود أن نؤكد أن معوقات عملية التنمية ليست على درجة واحدة من الأهمية والتأثير في عملية التنمية، فإن لها أوزاناً نسبية متفاوتة فيما يتعلق بدرجة هذا التأثير وقد يصل تأثير بعض هذه المعوقات إلى حد الإعاقة الكاملة لعملية التنمية، وقد تكون لبعضها مجرد دور المساهمة مع غيرها في هذة الإعاقة وبدرجة طفيفة

أولا: معوقات عملية التنمية من الناحية الاجتماعية

ثانيا: معوقات عملية التنمية من الناحية الاقتصادية

ثالثا: معوقات عملية التنمية من الناحية السياسية والإدارية


المراجع
https://www.jadaliyya.com/Details/35206

مجلة Independent العربية

Comments

Popular posts from this blog

تدريب المحاضرة الثالثة | مفهوم الهوية في الحركة التشكيلية اللبنانية